أيورڤيدا؛ علم الحياة
أيور, حياة | ڤيدا, حكمة
الأيورڤيدا هو أقدم نظام طبي عرفه العالم، نشأ في الهند منذ أكثر من 5000 عامًا، وما زال يُمارس حتى اليوم. الأيورفيدا هو نظام مُثبت للوقاية والعلاج، هدفه تحقيق الصحة من خلال إعادة موازنة الجسم مع طبيعته التي إبتعد عنها.
التركيز في الأيورفيدا هو على الوقاية من المرض، أكثر من العلاج – ويتم تحقيق ذلك من خلال الحفاظ على توازن جسدي، عاطفي، ذهني، بيئي وروحي.
فلسفتها
حسب الأيورفيدا، الصحّة الجيدة ناتجة عن حالة سلام داخلي وإنسجامٍ تام بين الجسد، الفكر والعاطفة، والمرض هو تجسُد للأفكار والمشاعر السلبية المُتراكمة داخلنا. تختلف الأيورفيدا عن الطب الحديث بأنها تُركز على الحفاظ على الصحة العامة لتجنُب المرض، بينما تركيز الطب التقليدي هو على مُعالجة الأعراض الناتجة عن المرض. خلال الإستشارة الأيورفيدية يُسأل المريض عن طريقة أكله، روتينه اليومي، طفولته وحتى أحلامه، لكشف جذر المُشكلة وعلاجها من الشُرش لكي نمنعها من التكرار.
تُعطي الأيورفيدا اهميّة كبيرة لجهاز الهضم وتؤمن بأن السِر للصحّة الجيدة يكمُن فيه. الكلمة السنسكريتية المُستخدمة لوصف الهضم هي ‘أچني’ (النار)، ويُعتبر جهازنا الهضمي مصدر حرارتنا الداخلية، طاقتنا وحيويتنا. عُنصر النار مسؤول عن جميع العمليات التحوليّة في الجسم، بما في ذلك التمثيل الغذائي (الميتابوليزم)، امتصاص العناصر الغذائية والتخلص منها. إضافةً لذلك، فإن 80٪ من جهاز المناعة لدينا موجود في الجهاز الهضمي. عملية الهضم لا تقتصر على الطعام فحسب، بل نحن نهضُم أيضًا مشاعرنا وعواطفنا. ولهذه الأسباب، يُمكن لجهازٍ هضمي ضعيف ان يكون السبب في تدهور صحتنا الجسديّة والذهنيّة.
دوشا؛ النوعيّة البيولوجيّة
ڤاتا؛ هوائية | بيتّا؛ ناريّة | كافا؛ تُرابيّة
نحن جُزء لا يتجزء من الكون، ولنا صلة مباشرة مع عناصر الطبيعة الخمسة – الأثير، الهواء، النار، الماء، والأرض، ومنها تتكوّن القوى الثلاث المعروفة باسم ‘دوشا’.
ڤاتا (أثير + هواء)، پيتّا (نار + ماء) وكافا (أرض + ماء).
تاريخها
في البداية، تناقلت تعاليم الأيورفيدا شفهيًا عن طريق حفظها وترديدها كترانيم المعروفة باسم ‘شلوكا‘، حتى تم تدوينها في كتُب الڤيدا؛ كتب الحِكم والعلوم الهندية القديمة. تُعتبر كُتب الڤيدا أقدم تعاليم مكتوبة عرفها التاريخ، كُتبت بين السنوات 1000 – 1700 قبل الميلاد.
في الأصل، كانت الأيورفيدا تُمارس من قبل حُكماء المعروفين باسم ‘ريشي‘، وهم رجال ونساء مُتنورين، يعيشون بإنسجام تام مع الطبيعة. تكونت الأيورفيدا من خلال معرفتهم، وعيهم وتجاربهم، فقد كانوا مُلمين في علم الجسد ووظائف الأعضاء، علم التشريح، علم النفسْ، الجراحة، طب الأعشاب، وتأثير المعادن على الجسم. لقد فهموا أيضًا اهمية الرياضة البدنية، التأمل، التنقية وإزالة السموم.
انتشرت الأيورفيدا إلى الحضارات الأخرى وكان لها تأثيركبير على الطب في الصين، التبت، اليونان، روما، مصر وغيرها. منع الحُكم البريطاني ممارسة الايورفيدا في الهند بين سنوات 1835 – 1947، واستمر ذلك لمُدة مئة عام تقريبًا. لحسن الحظ، تم إحياؤها مع استقلال الهند، وبذلك أصبحت الأيورفيدا نظامًا طبيًا معترفًا به.
ماهاچونا؛ الصفات الكونيّة
سَتڤا؛ نقاء | رَجَس؛ تحفيز | تَمَس؛ خُمول
‘الصفات المُتشابهة تزيد المُشكلة، والعكسيّة توازنها’
چورڤادي چونا
چونا، صفة | چورڤادي، عكس
في الأيورفيدا، تُستخدم عشرون صفة لوصف كل شيء داخلنا ومن حولنا، في كياننا الجسدي والعقلي. كل ما نسمعه، نتذوقه، نشمه ونلمسه يصلنا من خلال هذه الصفات. هناك عشرة أزواج من الصفات العكسيّة (مثل الرطوبه والجاف، الطراوة والصلابة). لكل شيء صفات معينة؛ بما في ذلك الفصول، الطقس، طعامنا وتجاربنا.